image

السيسي: مصر مستعدة لتحريك قواتها لحماية أمن الخليج

06 من نوفمبر 2018
عكس حديث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، عن استعداد بلاده لتحريك الجيش لحماية أمن دول الخليج، متانة العلاقة بين الجانبين، وأظهر استعداد القاهرة الدخول في مواجهة عسكرية ضد الدول التي تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

وقال السيسي أمام ممثلي الإعلام المصري والأجنبي، على هامش منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، على البحر الأحمر، “إننا بجانب أشقائنا في الخليج قلبا وقالبا، وإذا تعرض أمن الخليج للخطر وتهديد مباشر من جانب أي أحد، فإن شعب مصر قبل قيادته لن يقبل بذلك وسوف تتحرك قواته لحماية أشقائه”.

وسبق وأن أكد الرئيس المصري في خطاباته مرارا على أن أمن الخليج من أمن مصر والعكس صحيح.

وكرس موقف السيسي من علاقات مصر والإمارات، الخصوصية الواضحة بين البلدين، عندما قال إنها “متميزة للغاية”، مشيرا إلى أن علاقته قوية بالشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، وقال “الشيخ محمد حبيبي وأخويا”.

وحملت الإشارة إلى إمكانية التحرك العسكري، تطورا جريئا في الموقف المصري لجهة أهمية الحفاظ على أمن الدول الخليجية، ففي السابق كان يعتمد في الإشارة إلى المسألة على خطاب غير مباشر من قبيل “مسافة السكة”، وأن “أمن مصر من أمن الخليج”، وأن “استقرار دول الخليج خط أحمر بالنسبة لمصر”.

ورأى اللواء جمال مظلوم الخبير في الشؤون العسكرية، أن نبرة السيسي شهدت تغيرا، الغرض منه “توجيه رسالة حادة إلى ثلاثي الشر في المنطقة، إيران وقطر وتركيا، لأن مصالحها واحدة”.

وأوضح لـ“العرب” أن الرسالة تتزامن مع تسريع طهران من تهديد أمن السعودية، من خلال الحوثيين في اليمن، كما أن قطر تريد استقطاب المقاتلين العائدين من الحروب بذريعة إعادة تأهيلهم، وأعلنت ذلك صراحة قبل أيام، لكنها في الحقيقة تبحث عن زرعهم في دول الخليج.

وهناك هاجس من أن تعمد إيران إلى تصعيد الموقف في المنطقة، كرد فعل على العقوبات الأميركية المشددة ضدها والتي طالت الاثنين ركيزة أساسية في اقتصادها وهو النفط.

ومثّل رد الرئيس المصري في منتدى شرم الشيخ، رسالة واضحة لبعض القوى التي سعت مؤخرا للترويج لفكرة تباعد وجهات النظر بين مصر وبعض دول الخليج.

وكشف مصدر مصري مطلع لـ“العرب” أن حديث الرئيس السيسي عن تحرك الجيش لحماية الخليج من أي تهديدات، “رسالة شديدة اللهجة لإيران على وجه الخصوص، وأن توقيتها يبين شعور القاهرة بالقلق من زيادة تحركات طهران لزعزعة الأمن الخليجي خلال الآونة الأخيرة”.

وتزامنت التلميحات مع احتضان قاعدة محمد نجيب العسكرية، بالصحراء الغربية، من 3 إلى 16 نوفمبر، تدريبات عسكرية مشتركة بين قوات عدد من البلدان “درع العرب 1”، بمشاركة كل من السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن، ودول أخرى بصفة مراقب، ما يجعل لكلام السيسي قيمة أمنية تحمل أهدافا محددة.

ويشي الموقف المصري من أمن الخليج، بالتزامن مع التدريبات العسكرية، بأن القاهرة تلمح إلى إعادة إحياء فكرة إنشاء القوة العربية المشتركة من دول “درع العرب-1”، باعتبار أن تنفيذ ذلك ضرورة ملحة، بعدما تزايدت المخاطر والتهديدات، كما أن التدخلات الإيرانية السافرة تستدعي وقفة جادة.

ولدى مصر ودول خليجية اقتناع بشأن أهمية تشكيل محور عربي يمتد من الخليج إلى مصر مرورا بالأردن، بهدف إنشاء جبهة صلبة لمواجهة التحديات، والتعامل مع التطورات المتلاحقة داخل المنطقة والتحركات والأطماع المشبوهة.

ولفت اللواء مظلوم لـ“العرب” إلى أن كلام السيسي ينطوي على محاولة إقناع القيادات والشعوب العربية بحتمية إعادة إحياء وتنفيذ فكرة القوة العربية المشتركة، واستخدام الخطر القادم تجاه الخليج، وإمكانية التدخل المصري لمنعه بالقوة العسكرية، لإقناع المترددين بضرورة التفكير بجدية في الخطوة، خاصة في ظل التحديات الكبرى المقبلة عليها المنطقة.

وعندما سُئل السيسي عن قضية مقتل خاشقجي، قال “السعودية دولة كبيرة ولا أحد يستطيع هز استقرارها، ومصر تدعمها للحفاظ على أمنها”. وشدد على أن الإعلام قام بدور سلبي في ما يتعلق بقضية مقتل خاشقجي، في إشارة مباشرة للإعلام التابع لكل من قطر وتركيا، والذي تعمد إثارة الرأي العام الدولي ضد الرياض، مضيفا “نحن بحاجة للتوقف وانتظار أن تعلن الجهات المعنية المسؤولة نتيجة التحقيقات”.

avatar
عدد التعليقات: 0