image

آدكنز وسيغال وسينا.. لتعزيز إيرادات الأفلام في مصر

16 من أوكتوبر 2018

تحولت الاستعانة بعدد من ممثلي هوليوود إلى موضة منذ نجاح فيلم “حرب كرموز” الذي تصدر شباك التذاكر في موسم عيد الفطر الماضي، بعدما استقطب منتجه أحمد السبكي الممثل ذا الأصل البريطاني سكوت أدكينز ليكون أول هوليوودي يشارك في السينما المصرية، ما شجع آخرين على استنساخ التجربة حتى لو كان السياق لا يتطلبها.

يصل الممثل والمصارع الأميركي الشهير جون سينا القاهرة مطلع نوفمبر المُقبل، للمشاركة في الفيلم المصري “التجربة المكسيكية” قصة محمود حمدان وإخراج حسن السيد وإنتاج حسين القلا، مقابل الحصول على 300 ألف دولار، في عمل سينمائي شهد مصادفة غريبة باختيار الممثل المساعد، سينا، قبل اختيار الأبطال الأساسيين.

ويشارك أيضا الممثل الأميركي الشهير ستيفن سيغال في فيلم مصري جديد يحمل عنوان “المحترف”، بعدما اتفق مع منتجه رامي صبري على مقابل مالي ضخم لم يتم الكشف عن قيمته، لينضم إلى المصري نضال الشافعي والسورية جومانا مراد في عمل يعتمد على الحركة والإثارة وجرعات عالية من العنف.

ويقود مخرجون شباب حاليا ثورة على أفكار سابقيهم في أفلام الحركة، لتصبح القوة العضلية المعيار الرئيسي في اختياراتهم، وتأتي القدرات التمثيلية في مرحلة تالية، عكس الجيل السابق الذي كان يفضل الاستعانة بأبطال محبوبين، بصرف النظر عن الأجسام العملاقة.

وكانت ولا تزال السينما المصرية تستقطب الفنانين العرب، لكنها فتحت في الأونة الأخيرة نطاق الاستقطاب لتشمل ممثلين من أميركا والصين واليابان وتايلاند، في ظل تخلي الدولة عن الإنتاج، ورفع المنتجين شعار مدربي كرة القـدم “العب بما يحـقق لك الفوز”.

وحاول السبكي في البداية الاستعانة بخدمات جون كلود فان دام، لكنه تراجع بعدما طلب أجرا يتساوى مع ميزانية الفيلم بالكامل بنحو 2.8 مليون دولار، فوقع اختياره على أدكينز الذي اشتهر بدور “بويكا” المصارع الروسي في سلسة أفلام Undisputed وحصل على 305.5 ألف دولار فقط.

وربما تكون استعانة منتج “المحترف” بسيغال الأعلى أجرا من فان دام محاولة للاستعراض عبر ما يسمى بـ”فتونة-قوة” عضلات، الأكثر قدرة على استقطاب المشاهير للقاهرة، لكنها تفتح في الوقت ذاته، تساؤلات حول تخطي المنتجين أدوارهم التقليدية بفرض ممثلين بعينهم على الإخراج، لأن مخرجي العملين اعترفا أن الإنتاج اختار وتفاوض ووقع.

ويقول المخرج المنفذ فريد الهمداني إن الاستعانة بالأجانب سوف تتزايد في المرحلة المقبلة، بعد نجاح تجربة بويكا الذي كان محركا للكثير من الشباب للتوجه إلى دور العرض، كما فتح المجال أمام سهولة تسويق الفيلم عربيا، ليجعل المنتجين يعيدون حساباتهم لتصبح “ادفع كثيرا تربح كثيرا”، فحصول ممثل على مليون دولار عن دوره لا يمثل مشكلة، إذا حقق عائدا أعلى بشباك تذاكر دور العرض.

ويراهن بعض المنتجين على افتتاح صالات سينما جديدة في السعودية، عقب إقرار المملكة افتتاح دور عرض في عدد من المدن، بعد غياب لنحو قرابة 40 عاما، وأصبح فيلم “البدلة” لتامر حسني أول فيلم مصري يعرض بدار “فوكس” في الرياض.

وتبدو الاستعانة بممثل أجنبي في فيلم مثل “حرب كرموز” تدور فكرته حول معركة عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة بين جنود بريطانيين ومصريين، مقبولة، لكنها غير مبررة في “الديزل” للفنان محمد رمضان الذي استعان بممثل أجنبي لتأدية دور قتالي أمامه بعمل يدور عن “دوبلير” ينتقم لمقتل خطيبته التي كانت تعمل مساعدة لممثلة شهيرة على يد صاحب كباريه.

وفكرة الاستعانة بسيغال في “المحترف” أيضا لا تجد مبررا في ظل قصة الفيلم التي تتعلق بأكشن محلي لا يتسم بطبيعة دولية، علاوة على تخصصه في رياضة الآيكيدو التي تعتمد على الدفاع باستخدام حركات المهاجمين أنفسهم وقلب أوزانهم ضدهم، وهي لعبة فلسفية تتعلق بتوحيد العقل مع البدن لن يفهمها غالبية المصريين.

وما يعيب هذا الاتجاه هو “النحت” فلم تعد الاستعانة قاصرة على اسم شهير لجذب المزيد من الجماهير، لكن تكرار نماذج نمطية لا تناسب البيئة وطبيعة الأحداث.

وتدفع التغيرات المزاجية للجمهور الباب أكثر أمام غزو أميركي للسينما المصرية، فبعد استئثار الكوميديا بشباك التذاكر لنحو خمس سنوات، تغيرت القناعات نحو العنف لتجني أربعة أفلام حركة “حرب كرموز” لأمير كرارة و”الخلية” لأحمد عز و”هروب اضطراري” لأحمد السقا و”الديزل” لمحمد رمضان، نحو 200 مليون جنيه مصري (حوالي 12 مليون دولار) في أقل من عام.

وجاء الإقبال على أفلام الحركة بعد دراسة واعية للجمهور الذي يغلب عليه طابع الشباب المراهق المحبط واللاهث وراء تفريغ شحنات الغضب والانفعال عبر مشاهدة القتل والتعذيب والمطاردة، وحاجاته الغريزية للتمرد وكسر المألوف، والاندفاع نحو المجهول ويتفاعل معه عبر العالم الافتراضي لعجزه عن ممارسته في الواقع.

ويقول بعض المخرجين إن الاستعانة بالأجانب تقابلها مشاركة لمصريين في أعمال هوليوود مثل الفنان محمد كريم الذي يلعب دور رجل لا يخشى الموت أمام نيكولاس كيدج في فيلم A Score to Settle الذي يجري تصويره حاليا، لينضم إلى عمرو واكد وخالد أبوالنجا وخالد النبوي، وبالتالي تتماشى مع الاتجاه العالمي لتذويب الحدود الثقافية والعرقية والوصول للعولمة الفنية الكاملة.

ويلفت بعض النقاد إلى أن أسعار الدولار المرتفعة والمدن الفاخرة في مصر تشجع ثقافة استقدام نجوم أجانب بدلا من التصوير في الخارج، فالمقابل المالي الذي سيحصلون عليه لن يزيد عن تكلفة نقل فريق كامل من الممثلين والمخرجين والمصورين والمساعدين إلى دولة أجنبية والإقامة بها لمدة لن تقل عن شهر.


avatar
عدد التعليقات: 0