image

الإمارات تتأهب لاستضافة أكبر نسخة من كأس آسيا 2019

02 من يناير 2019
العرب اللندنية - القاهرة
تترقب قارة آسيا في الخامس من يناير الجاري انطلاقة تاريخية لبطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم، التي ستقام في الإمارات، حيث ستشهد عدة ملامح مختلفة. ووفقا لبيان صادر عن الاتحاد القاري للعبة تتمثل أولى تلك الملامح التاريخية في زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة الآسيوية من 16 منتخبا إلى 24 للمرة الأولى في تاريخ البطولة القارية.

تستضيف ملاعب الإمارات العربية المتحدة على مدى 28 يوما بدءا من السبت، أكبر نسخة في تاريخ كأس آسيا لكرة القدم بمشاركة 24 منتخبا، وتتقدم فيها منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران المرشحة لحصد اللقب، فيما يشارك 11 منتخبا عربيا للمرة الأولى.

وأدى رفع عدد المنتخبات من 16 إلى 24 (نحو نصف الدول الأعضاء في الاتحاد القاري) إلى مشاركة مزدحمة ورفع عدد المتأهلين إلى الدور الثاني إلى 16، بحيث يتأهل المتصدر والوصيف في كل من المجموعات الست مع أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث. وبلغت النهائيات كل المنتخبات العربية باستثناء الكويت التي عانت سابقا من الإيقاف الدولي.

وستبصر تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم (في إيه آر) النور للمرة الأولى في المسابقة بدءا من ربع النهائي، وذلك في سبع مباريات على أربعة ملاعب. وتستضيف المباريات الـ51 ثمانية ملاعب، ثلاثة في أبوظبي، اثنان في كل من دبي والعين وواحد في الشارقة، على أن يشارك البطل في كأس القارات 2021 وينال جائزة مالية بقيمة 5 ملايين دولار.

وتبرز في البطولة أسماء مدربين من الطراز الرفيع كالإيطاليين مارتشيلو ليبي (الصين) وألبرتو زاكيروني (الإمارات)، السويدي سفين يوران إريكسون (الفلبين) والبرتغالي كارلوس كيروش (إيران)، فيما تشارك منتخبات قرغيزستان والفلبين واليمن للمرة الأولى.

تبدو أستراليا التي حصدت لقبها الأول في 2015 على أرضها، بعد تركها أوقيانوسيا في 2006، مكسورة الجناح لاعتزال نجميها تيم كايهل وميلي يديناك، بينما ضربت تشكيلة المدرب غراهام أرنولد موجة إصابات أبعدت لاعب الوسط آرون موي نجم هادرسفيلد الإنكليزي، الجناح مارتن بويل واليافع دانيال آرزاني، كما تحوم شكوك حول مشاركة ماتيو ليكي جناح هرتا برلين الألماني.

الشباب والخبرة
قال المدرب أرنولد قبل انطلاق البطولة “تعتمد تشكيلتنا المشاركة في كأس آسيا في الإمارات على عنصري الشباب والخبرة”. وسيكون أبرز أسماء البطولة، الكوري الجنوبي هيونغ مين سون مهاجم توتنهام، صاحب المركز الثاني في الدوري الإنكليزي راهنا، إلا أن “محاربي التايغوك” الباحثين عن لقب ثالث في تاريخهم وأول منذ 1960، سيستفيدون منه بدءا من الجولة الثالثة لدور المجموعات، وذلك في إطار اتفاق بين اتحاد بلاده والنادي اللندني بعد مشاركة اللاعب في دورة الألعاب الآسيوية كي يحصل على إعفاء من الخدمة العسكرية.

ورغم نتائجه الودية اللافتة، رأى المدرب البرتغالي باولو بينتو الذي حل بدلا من شين تاي-يونغ في أغسطس الماضي بعد التوديع من دور المجموعات لمونديال روسيا بالرغم من الفوز على ألمانيا 2-0، أن الحديث المفرط عن هذا الأمر “يعني أننا نقترب من الخسارة”.

وتتركز الأنظار على المنتخب الياباني، الأنجح في الألفية الثالثة لتتويجه ثلاث مرات (2000، 2004 و2011، إضافة إلى لقبه الأول في 1992)، وذلك بعد انفراده من بين المنتخبات الآسيوية بالتأهل إلى دور الـ16 في المونديال. وكان “الساموراي الأزرق” ماضيا نحو مفاجأة تاريخية عندما تقدم على بلجيكا بهدفين حتى ثلث الساعة الأخير، قبل أن يخسر 2-3 في الوقت القاتل.

ويبحث لاعبو المدرب هاجيمي مورياسو، بديل أكيرا نيشينو والذي كان لاعبا في تشكيلة 1992، عن تعويض خروجهم الأخير أمام الإمارات بركلات الترجيح في ربع نهائي 2015.

وتبدو إيران بقيادة مدربها الخبير كيروش في موقع مميز لمنافسة دول الشرق، وذلك في بحث مستمر عن لقبها الرابع والأول منذ 1976.

قدمت إيران الساعية مع نجميها علي رضا جهانبخش وسردار أزمون إلى فك نحس إقصائها من ربع نهائي النسخ الثلاث الأخيرة، أداء مشرفا في المونديال الأخير برغم فشلها في بلوغ الأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخها، وذلك في مجموعة قوية ضمت إسبانيا والبرتغال والمغرب.

حضور عربي
عربيا، تبدو السعودية بقيادة مدربها الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي في المقدمة نظرا لتاريخها الزاخر في البطولة، إذ بلغت النهائي خمس مرات متتالية منذ مشاركتها الأولى في 1984، فتوجت عامذاك و1988 و1996 وحلت ثانية في 1992 و2000. وتتركز الأنظار على مواجهة “الصقور الخضر” مع قطر في 17 يناير في أبوظبي، في أول مواجهة بين المنتخبين منذ الأزمة الدبلوماسية الخليجية عام 2017، علما وأن المواجهات بين البلدين على مستوى الأندية تمت دون مشاكل تذكر، في ظل ضغط من الاتحاد القاري وسعي لإبعاد السياسة عن الرياضة. وفي المقابل، وقبل أقل من أربع سنوات على استضافة المونديال الأول في الشرق الأوسط، يستمر “العنابي” في بناء منتخبه مع صاحب الخبرة في فئاته العمرية الإسباني فليكس سانشيس. وتأمل الإمارات في تكرار إنجاز استضافتها الأولى في 1996 عندما بلغت النهائي وخسرت أمام السعودية بركلات الترجيح، بيد أنها ستفتقد نجمها الأول عمر عبدالرحمن “عمّوري”، الغائب منذ أشهر عن صفوف فريقه الهلال السعودي بعد تعرضه لإصابة قوية في الركبة.

وبدوره، يبحث العراق عن مفاجأة مدوية جديدة كتلك التي حققها في 2007 عندما أحرز اللقب بقيادة هدافه يونس محمود، وتعول تشكيلة مدربه السلوفيني سريتشكو كاتانيتش على ظهير أتالانتا الإيطالي علي عدنان، ولاعب وسط بيرسيبوليس الإيراني بشار رسن إضافة إلى المهاجم اليافع مهند علي.

ومن بلدين غارقين في النزاعات، تبدو آمال سوريا واليمن متناقضة، فمن جهة تعول الأولى على هدافها عمر السومة لبلوغ الأدوار الإقصائية للمرة الأولى، فيما تحلم الثانية بمشاركة مشرفة في ظهورها الأول. وعلى غرارهما يشارك المنتخب الفلسطيني للمرة الثانية بعد الأولى في 2015. وفي مشاركته الخامسة تواليا، يأمل منتخب البحرين في استعادة حلم 2004 عندما حل رابعا، على غرار الأردن الذي بلغ ربع النهائي في 2004 مع المدرب المصري الراحل محمود الجوهري و2011 مع العراقي عدنان حمد، وهو يعول راهنا على مهاجمه الشاب موسى التعمري.

وللمرة الأولى يخوض لبنان النهائيات من بوابة التصفيات بعد مشاركته كمضيف في 2000، باحثا عن حل عقمه الهجومي في الوديات الأخيرة.

avatar
عدد التعليقات: 0